الشهرة المفاجئة بالونة ستنفجر

عنوان البروفايل
# أمين الفارعي

في ظل هذه الأحداث المتسارعة، قد تفتح هاتفك لتقرأ منشورًا كأي منشور، صورة عادية، فيديو سخيف، أو جملة قيلت على عجالة.


لا شيء يدل على أنه سيكون نقطة التحول في حياة شخص ما، ولكن بعد ساعات تتكاثر الإعجابات كما لو أنها ذباب الصيف، تنهال التعليقات وتتغير حياة ذلك الشخص الى الأبد، هذا هو طقس الشُهرة الجديدة التي لا تحتاج الى أعوام من الدراسة أو عشرات الليالي في قاعات المسرح، بل مجرد ضربة حظ أو ربما زلة لسان.


في عالم التواصل الاجتماعي، لم تعد الشهرة تولد من عباءة الفن أو الفكرة، بل من فقاعة، الفقاعة التي قد تلمع لحظة ثم تنفجر أو تتسع حتى تطمس ملامح صاحبها وتتركه عاريًا أمام جمهور لا يرحم.

لقد صعد كثيرون في غفلة من الزمن، حتى بدت مواقع التواصل كأنها ساحة سحرية، تعيد تدوير البشر كما لو أنهم مواد خام!

طفل يرقص، شاب يصرخ، فتاة تبكي، حكمة مبتورة، او حتى مقلب سامج، كلها مفاتيح محتملة لباب الشهرة، غير أن هذا الباب لا يفتح على حديقة، بل على متاهة.


الشهرة الرقمية لا تمنحك الوقت لتتهيأ لها، أنت لا تختار جمهورك بل هو من يختارك، ولأن الشهرة تأتيك عبر شاشة صغيرة، فإنها تحولك أنت أيضًا الى شيء صغير، تضغط روحك إلى بضعة (بايتات)، صورتك، صوتك، وتعليقات الآخرين عنك. في لحظة ما، تصبح مجرد «ترند»، سطرا في خوارزمية، مادة في يد جمهور غريب الأطوار، لا يعرفك، لكنه يحكم عليك، يشتمك، يضحك عليك، أو يصفق لك دون سبب واضح.


كثيرون من أولئك الذين باغتتهم الشهرة سقطوا تحتها، لم يتعلموا كيف يتنفسون داخل الضوء، ولم يدربهم أحد على الحياة في الزجاج، بعضهم تحول إلى نسخة كاريكاتيرية من نفسه يحاول الحفاظ على انتباه الجمهور حتى ولو بثمن روحه، وبعضهم انسحب بصمت وعاد إلى الظل مشدوهًا من سرعة ما جرى.


يبقى السؤال.. هل نحن من يصنع الشهرة، أم أن الشهرة هي التي تصنعنا؟

هل من الممكن لإنسان أن يحتمل الضوء المفاجئ دون أن يحترق في هذا العالم الافتراضي؟


ربما تكون أعظم نعمة هي أن تبقى إنسانًا عاديًا بعيدًا عن الوميض، بعيدًا عن الزيف، تكتب لنفسك، وتضحك بصوت لا يسمعه أحد.

الأكثر قراءة

مقالة 1 أفراح ناصر ...من الكتابة باسم مستعار إلى جوائز دولية بحرية الصحافة
مقالة 2 أيوب طارش..صوت القلب ونبض الوطن والأرض
مقالة 3 هديل مانع لـ"أطياف": المجتمع اليمني مشكلة لأي فنان وزواجي المبكر كان عائقا أمام طموحاتي الفنية
مقالة 3 الكابتن علي النونو لـ"أطياف" "وزير الرياضة ليس رياضيا"
مقالة 5 المتطوع الناشط...يحيى الحيمي

اشترك في نشرتنا البريدية

نسر يمني

الجمهورية اليمنية

وحدة - حرية - استقلال

صمم الموقع بواسطة [حاتم]