الكابتن علي النونو لـ"أطياف" "وزير الرياضة ليس رياضيا ومن يعملون في الرياضة ليس لهم علاقة بها"

ما يعرفه معظم اليمنيين وبالذات الرياضيين منهم، أن الكابتن علي النونو مهاجم سطع نجمه في عالم الكرة اليمنية والخليجية والعربية، حيث صال وجال داخل المستطيل الأخضر، وخاض العديد من التجارب الاحترافية الداخلية والخارجية، وما يعرفه البعض أيضا أن النونو مكتشف المواهب الرياضية الشابة، لكن الأمر الذي لا يعرفه الكثير، هو كيف يقيّم الكابتن النونو أداء منتخبنا الوطني، وموطن القوة والضعف فيه، وكيف يمكن بناء منتخب قوي ومنافس وند للمنتخبات العربية الأخرى، وما هي توقعاته لأداء المنتخب اليمني في البطولات الرياضية القادمة، ولمعرفة ذلك، حاورت "أطياف" أسطورة الكرة اليمنية "علي النونو"، واستجلت منه رأيه في تطوير المنتخب اليمني، ورأيه في بعض الشؤون الرياضية.
لازلت متواجدا في الميدان الرياضي، حالياً أعمل مساعد مدرب منتخب الناشئين، وكشافة لاكتشاف المواهب، كذلك أدير أكاديمية سام الرياضية لكرة القدم. نحن الآن منتظرون بدء المعسكر التدريبي لمنتخب الناشئين خصوصاً أن هناك مشاركة مهمة جداً، بعد أشهر بالمملكة العربية السعودية والتي نسعى من خلالها للتأهل لكأس العالم للناشئين وبإذن الله سنحقق هذا الحلم ونسعد الجمهور الرياضي اليمني الذي يضع ثقته فينا.
أعتبرها مشاركة ناجحة في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا من صراع وغياب الدوري، للأسف لا يوجد لدى الاتحاد خطة أو برنامج للاستعداد ولمشاركات الخارجية، بل الهدف من المشاركة هي ارضاء الجمهور وليس الذهاب بعيداً للمنافسة والمقارعة.
اللاعب يبذل قصارى جهده، لأنه لا يوجد لاعب لا يريد أن يرفع اسم وطنه وينال جوائز ويتألق من أجل التسويق لنفسه، لو لاحظنا أن اللاعبين الذين برزوا وظهروا هم لاعبو منتخبنا.
تألق منتخبنا في هذه النسخة، كان خصما قويا، حقق أول انتصار له منذُ أن شارك 2003م.
أثر المدرب نورالدين بن زكري بشكل كبير على المنتخب من حيث تقديم خطط تكتيكية، وعمل على تحسين مهارات اللاعبين الفردية والجماعية، وقدم فريقا قويا دفاعياً وهجومياً، وما كان ينقصه هو إعطاء اللاعبين الإذن بالتحرر والاندفاع نحو مربع الخصوم أي السماح لهم بالهجوم وسرعة الارتداد في حالة الخطر، لكن ما قدمه كان عملا ناجحا وهذا ما لاحظناه في هذه المشاركة.
هناك عدة أسباب أولها العامل النفسي فقد كان له أثر كبير وذلك من خلال ما رأيناه من تصريحات بعض المسئولين بالاتحاد والمنتخب بأن الهدف من المشاركة هو تحقيق الفوز الأول وكسر عقدة الخسارة في هذه البطولة التي لم يحقق منتخبنا أي فوز له منذُ ان شارك في 2003م بالكويت، فالحمد لله استطاع تحقيق هدفه في هذه النسخة، والعامل الثاني للخسارة اللياقة البدنية، للأسف لاعبونا يفتقدون إلى البنية الجسمية التي تأهلهم للاستمرار في جو المباراة لأطول فترة ممكنة، باستثناء اللاعبين المحترفين، وبالنسبة للعامل الثالث فقلة الخبرة وضياع التركيز، إذ كان لها دوراً كبيراً في عدم تقديم أفضل ما لديهم وذلك ظهر في المباراة أمام السعودية.
مشكلتنا أن هناك مجموعة مسيطرة على الاتحاد وعلى الأندية ووزارة الرياضة، وللأسف وزير الرياضة ليس رياضياً وكل من يعمل في الرياضة اليمنية سواء في الاتحاد أو الوزارة أو الأندية ليس لهم أي صلة بالرياضة أو ثقافة رياضية. كذلك لا توجد بنية تحتية من ملاعب ومرافق رياضية فنحن نحتاج أولاً البناء على هذا الشيء الذي هو الأساس، إضافة إلى الاهتمام بالفئات السنية وتنظيم دورات تدريبية مستمرة للمدربين وتحسين مستوياتهم ومعرفتهم بأحدث الأساليب والتكتيكات في كرة القدم، و العمل على وضع خطط طويلة الأمد، محددة الأهداف تكون واضحة وشفافة وواقعية للمشاركات القادمة والعمل بجدية لتحقيقها، فما نحتاجه هو أن يتم هيكلة الكادر الرياضي وإعادة البناء على حسب الكفاءات والانتماء الرياضي فيكون وزير الرياضة شخصا رياضيا له صلة بالرياضة كذلك رؤساء الأندية والاتحاد .
الأكاديميات تلعب دوراً كبير في اكتشاف اللاعبين الموهوبين، أفضل اللاعبين الآن هم أبناء الأكاديميات كاللاعب (يامال).
يمكن ذلك من خلال دمج هذه المواهب الصغيرة وإعطائهم الفرص للعب مع النجوم الكبار لاكتساب الخبرة، والحفاظ على النجوم الحاليين وتحفيزهم والبناء عليهم، وكذلك إيجاد دوري قوي بشكل منتظم، وإرسال هذه المواهب للاحتراف خارجيا من أجل اكتساب الخبرة الكافية وصقل تلك المواهب وتطويرها، وبذلك يمكن تحقيق مستقبل مشرق ومستدام لكرة القدم يستند إلى تظافر الجهود بين النجوم الحاليين والمواهب الواعدة.
هذا يعود إلى ضعف الخطط الاستراتيجية للعمل على بناء هذه المواهب، وضعف العمل الإداري والاحترافي، وعدم تدريب الفئات السنية بطريقة فنية علمية حديثة، ما يشكل عائقاً كبيراً في الحفاظ على هذه المواهب، وحرمانا من الحصول على منتخب يحمل في طياته الانسجام والخبرة المتراكمة من خلال المشاركة في أكبر قدر من المباريات الدولية.
إذا تم العمل على هذا المنتخب وتم الاهتمام به من خلال إقامة معسكرات خارجية ومباريات ودية، وتوفير مدرب مختص باللياقة البدنية وتسليم الحقوق للاعبين ومنحهم إكراميات، بلا شك سيكون لمنتخبنا شأن كبير مستقبلاً خصوصاً أن لدينا عدد من المحترفين في مختلف الدوريات العربية.
إنا أرى أن منتخبنا سيكون منتخبا قويا وندا للمنتخبات الأخرى، إذا تم الاهتمام به، ووجد وقفة جادة من الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة في تطويره، وتم إنشاء لجنة احتراف تتعامل مع اللاعبين وفق فكر احترافي، عندها سيحقق منتخبنا بطولات.
طبعاً الكابتن علاء الصاصي سابقاً أما حالياً هو ناصر محمدوه، أنا أدعم كافة اللاعبين وأكثرهم عبدالعزيز مصنون المعار لنادي العروبة وهو أول لاعب يمني يلعب بدوري الروشن، فنصيحتي له أن يثبت نفسه ويقاتل من أجل النجومية، كل شيء صعب في البداية. أما عربياً فهو محمد صلاح، وعالمياً مردونا وفينيسيوس، أما الأندية فهو ريال مدريد عالمياً، وعربياً كبير آسيا الهلال السعودي، ويمنياً أهلي صنعاء.
إن شاء الله محمد علي يلعب بأكاديمية سام الرياضية عمره عشر سنوات، سنراه خلال سنوات القادمة.
وحدة - حرية - استقلال
صمم الموقع بواسطة [حاتم]